«يا اُختاه ، هيهات هيهات! لو تُرك القطا لنام».
فقالت اُمّ كلثوم : يا أخي ، كأنّك استسلمت للموت!
الحسين (عليه السّلام) : «يا اُخيّة ، كيف لا يستسلم مَنْ لا ناصر له ولا معين؟» (١). ثمّ سأل (عليه السّلام) عن عزيزته سكينة ؛ لأنّه لم يرَ شخصها ، ولم يسمع صوتها ، فقيل له : إنّها في خيمتها تبكي. فجاء إليها وضمّها إلى صدره قائلاً :
سيطولُ بعدي يا سكينةَ فاعلمي |
|
منكِ البكاءُ إذا الحمامُ دهاني |
||||
لا تُحرقي قلبي بدمعكِ حسرةً |
|
ما دام منّي الروح في جثماني |
||||
فإذا قُتلت فأنتِ أولى بالذي |
|
تأتينهُ يا خيرةَ النسوانِ |
||||
ثمّ إنّه (عليه السّلام) ودّع عياله ونساءه ، وأمرهم بالصبر قائلاً :
«استعدوا للبلاء ، واعلموا أنّ الله تعالى حاميكم وحافظكم ، وسينجيكم من شرّ الأعداء ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويُعذّب عدوّكم بأنواع العذاب ، ويعوّضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة ؛ فلا تشكّوا ، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من
__________________
(١) مقتل أبي مخنف ص ٨٤.