مصيره النار ، وكما صرّح هو بقوله : «وفي قتله النارُ التي ليس دونها» ويكون الثمن على ذلك ولاية ملك الرّي ؛ فإنّها قرّة عينه.
وكيف لا يقدم على مثل هذه الجريمة ما دام مفهومه ومقياسه في هذه الحياة المادة واللذة؟!
هذا نموذج واحد من أقطاب هذه المدرسة ، وهناك مئات من النماذج الأخرى التي لا يسعنا ذكرها بتفاصيلها وأبعادها ؛ خشية الإطالة والخروج عن الموضوع. ولكنّني أودّ أن أذكر نموذجاً آخر يُمثل مفهوم وعقلية هذه المدرسة أيضاً ليكون برهاناً ساطعاً لمَنْ يريد أن يعرف الحقّ وأهله ؛
فقد ذكر الطبري وابن الأثير أنّ سنان بن أنس النخعي قاتل الحسين (عليه السّلام) ، جاء إلى عمر بن سعد يطلب الجزاء المادي على قتله لابن بنت نبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) قائلاً :
أوقر ركابي فضةً وذهبا |
|
إنّي قتلتُ السيدَ المحجّبا |
قتلتُ خيرَ الناسِ اُمّاً وأبا |
|
وخيرهم إذ ينسبونَ نسبا (١) |
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤٧ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٩٦.