قائلاً : «كذبت ، بل
أقدم على ربّ غفور ، وشفيع مطاع». ثمّ رفع يديه إلى السماء وقال : «اللّهمّ حزه
إلى النار».
فغضب ابن حوزة من دعاء الحسين (عليه
السّلام) ، فذهب ليقتحم إليه الفرس ، وكان بين الحسين (عليه السّلام) وبينه نهر ، فعلقت
قدمه بالركاب ، وجالت به الفرس فسقط عنها ، فانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي جانبه
الآخر متعلّقاً بالركاب حتّى هلك ـ كما جاء في تاريخ الطبري والكامل ـ فرآه أحد المتحمسين لابن زياد وهو
مسروق بن وائل ، فاهتدى وترك الجيش قائلاً : لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئاً لا
اُقاتلهم أبداً.
وانتهت هذه الواقعة بشقاوة ابن حوزة ، وكرامة
للحسين (عليه السّلام) ، وهداية لابن وائل ، ولكنّها هداية بلا توفيق ، فهي شقاوة
وكرامة وهداية.
١٠٢ ـ الاصطدام المسلح بين
الحقّ والباطل :
لمّا يئس الحسين (عليه السّلام) من هدي
القوم واستنصاحهم
__________________