|
الدنيا ، ليزول عنه الخواطر والشبهات ، والرؤية تكون بمعنى العلم كما يكون الادراك بالبصر كما قال : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) ١. والثالث : انه سال ايةً من آيات الساعة التي يعلم معها العلم الذي لايختلج فيه الشك ، كما يعلم في الاخر وهذا قريب من الثاني. وقوله تعالى : (لَن تَرَانِي) جواب من الله ( تعالى ) لموسى انه لايراه على الوجه الذي ساله ، وذلك دليل على انه لايرى في الدنيا ولافي الآخرة ، لان « لن » تفيد التابيد. ٢ |
واما التجلي الذي ورد في النص القرآني فيفسره الشيخ الطوسي بما لايخالف راي الإماميّة في الصفات فيقول :
|
وقوله (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) معناه اظهر اياته التي احدثها في الجبل لحاضري الجبل بان جعله دكا. ٣ |
وقداكد الشيخ الطوسي عدم جواز رؤية الله تعالى في معرض رده على المجسمة والمشبهة فقال عند تفسيره لقوله تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) ٤ :
|
وقدظن قوم من المشبهة ان قوله (إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ) انهم يشاهدونه وهذا فاسدٌ لان المشاهدة لاتجوز الا على الاجسام او على ما هو حال في الاجسام وقد ثبت حدوث ذلك اجمع فلايجوز ان يكون تعالى بصفة ما هو محدثٌ. ٥ |
ومثل هذا الموقف كان الطوسي قد اتخذه عند تفسيره لقوله تعالى (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ٦.
__________________
١. الفيل ( ١٠٥ ) الآية ١.
٢. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٥٣٥. ٥٣٦.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٥٣٦.
٤. الأنعام ( ٦ ) الآية ٣٠.
٥. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ١١٣.
٦. الأنعام ( ٦ ) الآية ١٠٣.