فقال :
|
وفي هذه الآية دلالةٌ واضحةٌ على انه تعالى لايرى بالابصار ؛ لانه تمدح بنفي الادراك عن نفسه ، وكلما كان نفيه مدحاً غير متفضل به فاثباته لايكون الا نقصاً ، والنقص لايليق به تعالى. ١ |
وبهذا يتفق الشيخ الطوسي مع اراء المعتزلة وبعض الصحابة في عدم جواز القول برؤية الله ( تعالى ) ولذلك يقول :
|
وقال الشعبي ٢ : قالت عائشة : من قال ان احدا راى ربه فقد اعظم الفرية على الله وقرات الآية ، وهو قول السدي وجماعة أهل العدل من المفسرين كالحسن والبلخي والجبائي والرماني وغيرهم ... وقال أهل الحشو والمجبرة بجواز الرؤية على الله تعالى في الآخرة ، وتاولوا الآية على الاحاطة وقد بينا فساد ذلك. ٣ |
ولم تنفرد الإماميّة بالقول بعدم جواز الرؤية على الله ( تعالى ) ، بل شاركهم في هذا الراي المعتزلة والخوارج والزيديّة وكثيرٌ من أهل الحديث ، وهذا ما اوضحه الشيخ المفيد حيث يقول :
|
لايصحّ رؤية الباري سبحانه بالابصار ، وبذلك شهد العقل ونطق القرآن وتواتر الخبر من ائمة الهدى من ال محمدٍ صلىاللهعليهوآله وعليه جمهور أهل الإماميّة وعامة متكلميهم الا من شذ منهم لشبهة عرضت له في تاويل الاخبار ، والمعتزلة باسرها توافق أهل الامامة في ذلك ، وجمهور المرجئة وكثيرٌ من الخوارج والزيدية وطوائف من اصحاب الحديث ، ويخالف فيهم المشبهة اخوانهم من اصحاب الصفات. ٤ |
وقال الطوسي في تفسيره لقوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ٥.
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٣ ، ص ٢٢٣.
٢. الشعبي : هو ابو عمرعامربن شراحيل الكوفي من كبار التابعين كان فقيها شاعرا توفّي سنة ١٠٤ هـ. انظرالمسعودي ، مروج الذهب ، ج ٣ ، ص ٤٠١.
٣. الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٢٢٦.
٤. المفيد ، اوائل المقالات ، ص ٢٣.
٥. القيامة ( ٧٥ ) الآية ٢٣.