|
الثالث : انه نفى ان يكون لمثله مثل واذا ثبت انه لا مثل لمثله فلا مثل له أيضاً ، لانه لو كان له مثل لكان له امثال ١. وقوله : (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) معناه انه على صفة يجب ان يسمع المسموعات اذا وجدت ويبصر المبصرات اذا وجدت وذلك يرجع إلى كونه حياً لا افة به ٢. |
وقداكد الشيخ الطوسي ايمانه بتنزيه الله عن اوصاف المخلوقين متبعاً في ذلك قول الامام جعفر الصادق ـ سادس ائمة أهل البيت ـ في هذا الصدد حيث يقول (ع) :
|
هو عز وجل مثبتٌ موجودٌ لامبطل ولامعدود ولا في شيء من صفة المخلوقين ، وله ( عزوجل ) نعوتٌ وصفاتٌ واسماؤه حاويةٌ على مخلوقين مثل السميع والبصير والرؤوف والرحيم واشباه ذلك ، والنعوت نعوت الذات لاتليق الا باللّه تبارك وتعالى ، واللّه نورٌ لاظلام فيه وحيٌّ لا موت له وعالمٌ لا جهل فيه وصمدٌ لا مدخل فيه ، ربنا نوري الذات حي الذات عالم الذات صمدي الذات ٣. |
وقد اوضح الشيخ الطوسي هذا الراي الذي عليه اجماع الإماميّة في كل مناسبة يمر عليها عبر آيات الكتاب العزيز فقال في تفسيره لقوله تعالى :
( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا ) ٤
قال الطوسي :
|
اختلف المفسرون في وجه مسالة موسى عليهالسلام ذلك مع ان الرؤية بالحاسة لاتجوز عليه تعالى على ثلاثة اقوال : احدها : انه سال الرؤية لقومه حين قالوا له (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً) ٥. الثاني : في اصل المسالة : انه سال العلم الضروري الذي يحصل في الآخرة ، ويكون في |
__________________
١. الطوسي ، التبيان ، ج ٩ ، ص ١٤٧.
٢. نفس المصدر ، ص ١٤٨.
٣. الصدوق ، التوحيد ، ص ٩٣.
٤. الأعراف ( ٧ ) الآية ١٤٣.
٥. البقرة ( ٢ ) الآية ٥٥.