محقون » (١) ودفعهما في المدارك : « بالقطع بأنّ حمّادا هذا هو ابن عيسى الثقة الصدوق ، لرواية الحسين بن سعيد عنه ، وروايته عن ابن عمّار وهذا السند متكرّر في كتب الأحاديث مع التصريح بأنّه ابن عيسى على وجه لا يحصل شكّ في أنّه المراد من الإطلاق كما يظهر للمتتبّع ، وأنّ البئر حقيقة في النابعة ، ولهذا حملت الأحكام كلّها عليها واللفظ إنّما يحمل على حقيقته لا على مجازه » (٢) أقول : ولقد أجاد رحمهالله تعالى فيما أفاد.
ومنها : الصحيحة الاخرى عن معاوية بن عمّار المرويّة في التهذيبين في طريق فيه سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد عن أبي طالب عبد الله بن الصلت عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام « في الفأرة تقع في البئر فيتوضّأ الرجل منها ويصلّي ، وهو لا يعلم أيعيد الصلاة ويغسل ثوبه؟ فقال : لا يعيد الصلاة ولا يغسل ثوبه » (٣) وعن المحقّق الشيخ محمّد في شرح الاستبصار القدح في سند الرواية قائلا : « وفي الفهرست الراوي عن ابن الصلت هو أحمد بن أبي عبد الله لا ابن عيسى ، وفي أحمد ابن أبي عبد الله نوع كلام » (٤) ومراده بأحمد ابن أبي عبد الله ، أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، ووجه الكلام فيه ما قيل في طعنه من أنّه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل ، ولأجل ذا كان أحمد بن محمّد ابن عيسى أبعده عن قم ، ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه.
لكن فيما نقله عن الفهرست نظر ، لأنّ أحمد بن محمّد بن عيسى أيضا يروي عن ابن الصلت كما نقل عن كتاب المشتركات (٥) فهما معا يرويان عن ابن الصلت ، كما أنّ سعد بن عبد الله يروي عنهما معا ، غير أنّ ذلك لا يجدي في تعيين كون أحمد هنا هو ابن عيسى ، لما عرفت من اشتراكهما في الوصف ، ولعلّه غير قادح في صحّة الرواية وإن لم يتعيّن هذا الراوي ، لأنّهما معا ثقتان ، ولذا قيل في ترجمة ابن أبي عبد الله : « أنّه كان ثقة في نفسه » (٦) وعن ابن الغضائري : « طعن عليه القمّيون وليس الطعن فيه إنّما الطعن فيمن يروي عنه ، فإنّه كان لا يبالي عمّن أخذ على طريقة أهل الأخبار » (٧) وحينئذ فهذا السند صحيح جدّا ، لكون ابن الصلت الّذي يروي عنه في هذا السند من الثقات ، فلا
__________________
(١) المعتبر : ١٣.
(٢) مدارك الأحكام ١ : ٥٩ ـ ٥٨.
(٣) الوسائل ١ : ١٧٣ ب ١٤ من أبواب الماء المطلق ح ٩ ـ التهذيب ١ : ٢٣٣ / ٦٧١ ـ الاستبصار ١ : ٣٧.
(٤) استقصاء الاعتبار ١ : ٢٤٤.
(٥) هداية المحدّثين : ١٠٣. (٦) رجال النجاشي : ٧٦.
(٧) حكى عنه في منتهى المقال ١ : ٣٢٠.