أقول : الحوم والحومان الدوران ، ودوران الظالم لنفسه حوم نفسه اتباعه أهواءها وسعيه في تحصيل ما يرضيها ، ودوران المقتصد حوم قلبه اشتغاله بما يزكي قلبه ويطهره بالزهد والتعبد ، ودوران السابق بالخيرات حوم ربه إخلاصه له تعالى فيذكره وينسى غيره فلا يرجو إلا إياه ولا يقصد إلا إياه.
واعلم أن الروايات من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهالسلام في كون الآية خاصة بولد فاطمة عليهالسلام كثيرة جدا.
وفي الدر المنثور ، أخرج الفاريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : قال الله تعالى : « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ـ فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ـ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ » فأما الذين سبقوا ـ فأولئك يدخلون الجنة بغير حساب ، وأما الذين اقتصدوا ـ فأولئك الذين يحاسبون حسابا يسيرا ، وأما الذين ظلموا أنفسهم ـ فأولئك يحبسون في طول المحشر ـ ثم هم الذين يلقاهم الله برحمة ـ فهم الذين يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ـ إن ربنا لغفور شكور ـ الذي أحلنا دار المقامة من فضله ـ لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب.
أقول : ورواه في المجمع ، عن أبي الدرداء عنه (ص) وفي معناه أحاديث أخر ، وهناك ما يخالفها ولا يعبأ به كما فيه ، عن ابن مردويه عن عمر عن النبي صلىاللهعليهوآله : في قوله : « فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ » قال : الكافر.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « لا يَمَسُّنا ـ فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ » قال : النصب العناء واللغوب الكسل والضجر.
وفي نهج البلاغة ، وقال : العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة.
أقول : ورواه عنه عليهالسلام في المجمع ، ورواه في الدر المنثور ، عن ابن جرير عنه (ع).
وفي الدر المنثور ، أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إذا كان يوم القيامة قيل : أين أبناء الستين وهو المعمر