سموم وأشرقت الشمس على رأس يونس فعظم الأمر عليه واستطاب الموت.
فقال الرب : يا يونس أحزنت جدا على اليقطين؟ فقال : نعم يا رب حزنت جدا فقال تعالى : حزنت عليه وأنت لم تتعب فيه ولم تربه بل صار من ليلته وهلك من ليلته فأنا لا أشفق على نينوى المدينة العظيمة التي فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس قوم لا يعلمون يمينهم ولا شمالهم وبهائمهم كثيرة انتهى. وجهات اختلاف القصة مع ما يستفاد من القرآن الكريم ظاهرة كالفرار من الرسالة وعدم رضاه برفع العذاب عنهم مع علمه بإيمانهم وتوبتهم.
فإن قلت : نظير ذلك وارد في القرآن الكريم كنسبة الإباق إليه في سورة الصافات وكذا مغاضبته وظنه أن الله لن يقدر عليه على ما في سورة الأنبياء.
قلت : بين النسبتين فرق فكتبهم المقدسة أعني العهدين لا تأبى عن نسبة المعاصي حتى الكبائر الموبقة إلى الأنبياء عليهمالسلام فلا موجب لتوجيه ما نسب من المعاصي إليه بما يخرج به عن كونه معصية بخلاف القرآن الكريم فإنه ينزه ساحتهم عن لوث المعاصي حتى الصغائر فما ورد فيه مما يوهم ذلك يحمل على أحسن الوجوه بهذه القرينة الموجبة ولذا حملنا قوله : « إِذْ أَبَقَ » وقوله : « مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ » على حكاية الحال وإيهام فعله.
٣ ـ ثناؤه تعالى عليه : أثنى الله سبحانه عليه بأنه من المؤمنين « سورة الأنبياء ٨٨ » وأنه اجتباه وقد عرفت أن اجتباءه إخلاصه العبد لنفسه خاصة ، وأنه جعله من الصالحين « سورة ن : ٥٠ » وعده في سورة الأنعام فيمن عده من الأنبياء وذكر أنه فضلهم على العالمين وأنه هداهم إلى صراط مستقيم « سورة الأنعام : ٨٧ ».
( بحث روائي )
في الفقيه ، وقال الصادق عليهالسلام : ما تقارع قوم ففوضوا أمرهم إلى الله عز وجل ـ إلا خرج سهم الحق ، وقال : أي قضية أعدل من القرعة ـ إذا فوض الأمر إلى الله.
أليس الله عز وجل يقول : « فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ».