وكان من قبيل وضع الظاهر موضع الضمير.
وفي تعقيب قوله : « أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ » إلخ بقوله : « وَمَنْ يُضْلِلِ » إلخ إشارة إلى أن هؤلاء المخوفين لا يهتدون بالإيمان أبدا ولن ينجح مسعاهم وأنهم لن ينالوا بغيتهم ولا أمنيتهم من النبي صلىاللهعليهوآله فإن الله لن يضله وقد هداه.
وقوله : « أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ » استفهام للتقرير أي هو كذلك ، وهو تعليل ظاهر لقوله : « وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ » إلخ فإن عزته وكونه ذا انتقام يقتضيان أن ينتقم ممن جحد الحق وأصر على كفره فيضله ولا هادي يهديه لأنه تعالى عزيز لا يغلبه فيما يريد غالب ، وكذا إذا هدى عبدا من عباده لتقواه وإحسانه لم يقدر على إضلاله مضل.
وفي التعليل دلالة على أن الإضلال المنسوب إلى الله تعالى هو ما كان على نحو المجازاة والانتقام دون الضلال الابتدائي وقد مر مرارا.
( بحث روائي )
عن روضة الواعظين ، روي : أن النبي صلىاللهعليهوآله قرأ « أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ » فقال : إن النور إذا وقع في القلب انفسح له وانشرح.
قالوا : يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال : التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.
أقول : ورواه في الدر المنثور ، عن ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود وعن الحكيم الترمذي عن ابن عمر ، وعن ابن جرير وغيره عن قتادة.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ » الآية ـ قال : نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام.
أقول : ونزول السورة دفعة لا يلائمه كما مر في نظيره.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن جرير عن ابن عباس : قالوا : يا رسول الله لو حدثتنا فنزل : « اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ».
أقول : وهو من التطبيق.