جعفر بن محمد عن أبيه عليهالسلام قال : إن أيوب عليهالسلام ابتلي سبع سنين من غير ذنب ـ وإن الأنبياء لا يذنبون لأنهم معصومون مطهرون ـ لا يذنبون ولا يزيغون ـ ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا ـ.
وقال : إن أيوب من جميع ما ابتلي به ـ لم تنتن له رائحة ، ولا قبحت له صورة ـ ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح ، ولا استقذره أحد رآه ، ولا استوحش منه أحد شاهده ، ولا تدود شيء من جسده ـ وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبتليه ـ من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه ـ.
وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره ـ لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله : أعظم الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ـ.
وإنما ابتلاه الله بالبلاء العظيم ـ الذي يهون معه على جميع الناس ـ لئلا يدعوا له الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله ـ أن يوصله إليه من عظائم نعمه متى شاهدوه ، وليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله على ضربين : استحقاق واختصاص ، ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه ولا فقيرا لفقره ـ ولا مريضا لمرضه ، وليعلموا أنه يسقم من يشاء ، ويشفي من يشاء ـ متى شاء كيف شاء ، بأي سبب شاء ـ ويجعل ذلك عبرة لمن شاء ، وشقاوة لمن شاء ، وسعادة لمن شاء ، وهو عز وجل في جميع ذلك عدل في قضائه ـ وحكيم في أفعاله ـ لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم ولا قوة لهم إلا به.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ » الآية ـ قال : فرد الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء ، ورد عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء ـ كلهم أحياهم الله له فعاشوا معه ـ.
وسئل أيوب بعد ما عافاه الله : أي شيء كان أشد عليك مما مر؟ فقال : شماتة الأعداء.
وفي المجمع في قوله تعالى : « أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ » الآية ـ قيل : إنه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس ـ فوسوس الشيطان إلى الناس أن يستقذروه ـ ويخرجوه من بينهم ـ ولا يتركوا امرأته التي تخدمه أن تدخل عليهم ـ فكان أيوب يتأذى بذلك ويتألم به ـ ولم يشك