قوله تعالى : « وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ » القط النصيب والحظ ، وهذه الكلمة استعجال منهم للعذاب قبل يوم القيامة استهزاء بحديث يوم الحساب والوعيد بالعذاب فيه.
( بحث روائي )
في الكافي ، بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش ـ فدخلوا على أبي طالب فقالوا. إن ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا فادعه ـ ومره فليكف عن آلهتنا ونكف عن إلهه ـ.
قال : فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فدعاه ـ فلما دخل النبي صلىاللهعليهوآله لم ير في البيت إلا مشركا ـ فقال : السلام على من اتبع الهدى ثم جلس ـ فخبره أبو طالب بما جاءوا به فقال : أوهل لهم في كلمة خير لهم من هذا ـ يسودون بها العرب ويطئون أعناقهم؟
فقال أبو جهل : نعم وما هذه الكلمة؟ قال : تقولون : لا إله إلا الله ـ.
قال : فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا وهم يقولون : ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ـ فأنزل الله في قولهم ( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ـ إلى قوله ـ إِلَّا اخْتِلاقٌ ).
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ » قال : لما أظهر رسول الله صلىاللهعليهوآله الدعوة ـ اجتمعت قريش إلى أبي طالب فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سفه أحلامنا ـ وسب آلهتنا وأفسد شبابنا وفرق جماعتنا ـ فإن كان الذي يحمله على ذلك العدم ـ جمعنا له مالا حتى يكون أغنى رجل في قريش ـ ونملكه علينا.
فأخبر أبو طالب رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك ـ فقال : والله لو وضعوا الشمس في يميني ـ والقمر في يساري ما أردته ـ ولكن يعطونني كلمة يملكون بها العرب ـ ويدين لهم بها العجم ويكونون ملوكا في الجنة ـ فقال لهم أبو طالب ذلك فقالوا : نعم وعشر كلمات ـ فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله تشهدون أن لا إله إلا الله ـ وأني رسول الله فقالوا : ندع ثلاثمائة وستين إلها ونعبد إلها واحدا؟.