مبعوثا إلى بعلبك (١) ولم يذكر في كلامه ما يستشهد به عليه.
قوله تعالى : « إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ ـ إلى قوله ـ الْأَوَّلِينَ » شطر من دعوته عليهالسلام يدعو قومه فيها إلى التوحيد ويوبخهم على عبادة بعل ـ صنم كان لهم ـ وترك عبادة الله سبحانه.
وكلامه عليهالسلام على ما فيه من التوبيخ واللوم يتضمن حجة تامة على توحيده تعالى فإن قوله : « وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ » يوبخهم أولا على ترك عبادة أحسن الخالقين ، والخلق والإيجاد كما يتعلق بذوات الأشياء يتعلق بالنظام الجاري فيها الذي يسمى تدبيرا فكما أن الخلق إليه تعالى فالتدبير أيضا إليه فهو المدبر كما أنه الخالق ، وأشار إلى ذلك بقوله : « اللهَ رَبَّكُمْ » بعد وصفه تعالى بأحسن الخالقين.
ثم أشار إلى أن ربوبيته تعالى لا تختص بقوم دون قوم كالأصنام التي يتخذ كل قوم بعضا منها دون بعض فيكون صنم ربا لقوم دون آخرين بل هو تعالى رب لهم ولآبائهم الأولين لا يختص ببعض دون بعض لعموم خلقه وتدبيره ، وإليه أشار بقوله : « اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ».
قوله تعالى : « فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ » أي مبعوثون ليحضروا العذاب ، وقد تقدم أن الإحضار إذا أطلق أفاد معنى الشر.
قوله تعالى : « إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ » دليل على أنه كان في قومه جمع منهم.
قوله تعالى : « وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ إلى قوله ـ الْمُؤْمِنِينَ » تقدم الكلام في نظائرها.
ـ ( بحث روائي ) ـ
في تفسير القمي في قوله تعالى : « أَتَدْعُونَ بَعْلاً » قال كان لهم صنم يسمونه بعلا.
وفي المعاني ، بإسناده إلى قادح عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي
__________________
(١) ولعلهم أخذوه من بعل فقد قيل : أن بعلبك سمي به لأن بعلا كان منصوبا في معبد فيه.