( بيان )
حكاية استهزائهم بآيات الله وبعض أقاويلهم المبنية على الكفر وإنكار المعاد والرد عليهم بتقرير أمر البعث وما يجري عليهم فيه من الشدة وألوان العذاب وما يكرم الله به عباده المخلصين من النعمة والكرامة.
وفيها ذكر تخاصم أهل النار يوم القيامة ، وذكر محادثة بين أهل الجنة وأخرى بين بعضهم وبعض أهل النار.
قوله تعالى : « بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ » أي بل عجبت يا محمد من تكذيبهم إياك مع دعوتك إياهم إلى كلمة الحق ، وهم يسخرون ويهزءون من تعجبك منهم أو من دعائك إياهم إلى الحق ، وإذا ذكروا بآيات الله الدالة على التوحيد ودين الحق لا يذكرون ولا يتنبهون.
قوله تعالى : « وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ » في مجمع البيان : سخر واستسخر بمعنى واحد. انتهى.
والمعنى : وإذا رأوا هؤلاء المشركون أية معجزة من آيات الله المعجزة كالقرآن وشق القمر يستهزءون بها.
قوله تعالى : « وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ » في إشارتهم إلى الآية بلفظة هذا إشعار منهم أنهم لا يفقهون منها إلا أنها شيء ما من غير زيادة وهو من أقوى الإهانة والاستسخار.
قوله تعالى : « أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ » إنكار منهم للبعث مبني على الاستبعاد فمن المستبعد عند الوهم أن يموت الإنسان فيتلاشى بدنه ويعود ترابا وعظاما ثم يعود إلى صورته الأولى.
ومن الدليل على أن الكلام مسوق لإفادة الاستبعاد تكرارهم الاستفهام الإنكاري