لم يغفر له (١).
__________________
٢ ـ كتاب زيد كما ذكره النجاشى او أصله كما ذكره الشيخ وان رواه ابن أبى عمير وجماعة عنه الا ان ذلك لا يدل على توثيق الكتاب جميعه وان اشتمل على ما يخالف الكتاب والسنة. مع ان محمد بن الحسن بن الوليد وتلميذة الشيخ الصدوق طعنا فيه وقالا : هو من وضع محمد بن موسى السمان وهو ـ السمان ـ وان كان من رجال نوادر الحكمة الا ان ابن الوليد وابن بابويه وأبا العباس بن نوح استثنوا جماعة كان منهم السمان.
وقد قال فيه ابن الغضائرى : ضعيف يروى عن الضعفاء كما حكى عن جماعة من القميين الطعن عليه بالغلو والارتفاع. وما ذكر في الدفاع عن كتاب زيد من قول ابن الغضائرى لا يصلح للرد اذ ان ابن الغضائرى عقب على اعراض ابن الوليد وتلميذة الصدوق عن كتاب زيد النرسى وكتاب زيد الزراد وطعنهما فيها بقوله : غلط ابوجعفر ـ يعنى الصدوق ـ في هذا القول فانى رأيت كتبهما مسموعة من محمد ابن أبى عمير اه. وهذا لا ينفى ان يكون لزيد النرسى كتاب رواه ابن أبى عمير وآخر وضعه محمد بن موسى السمان فكان مارواه ابن أبى عمير هو الذى رآه ابن الغضائرى وما وضعه السمان هو الذى رآه الصدوق. فيكون كل من الشيخين على حجته. ومن المحتمل قويا آن الكتابين اختلطت أحاديثهما أو بعضها فكان من أحاديث السمان هذا الحديث وأضرابه.
ولنختم الكلام بحديث يفند هذا الحديث وما شاكله رواه ثقة الاسلام في الكافى ج ١ ص ١٢٥ بسنده عن أبى ابراهيم عليهالسلام وقد ذكر عنده قوم يزعمون ان الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا فقال عليهالسلام : ان الله لا ينزل ولا يحتاج إلى ان ينزل انما منظره في القرب والبعد سواء لم يبعد منه قريب ولم يقرب منه بعيد ولم يحتج إلى شئ بل يحتاج اليه وهو ذو الطول لا اله الا هو العزيز الحكيم أما قول الواصفين : انه ينزل تبارك وتعالى فانما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أوزيادة وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أن يتحرك به فمن ظن بالله الظنون هلك فاحذروا في صفاته من ان تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود فان الله عزوجل عن صفة الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين وتوكل على العزيز الرحيم الذى يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.
(١) كتاب الغايات ص ٨٤ المطبوع مع جامع الاحاديث سنة ١٣٦٩ مطبوعة الاسلامية.