فئاما فئاما ، يعدّها بيده عشرة.
فنهض ناهض فقال :
يا أمير المؤمنين وما الفئام؟ قال : مأتي ألف نبي وصديق وشهيد ، فكيف بمن يكفل
عددا من المؤمنين والمؤمنات ، فانا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر.
وان مات في ليلته
أو يومه أو بعده إلى مثله ، من غير ارتكاب كبيرة ، فأجره على الله ، ومن استدان
لإخوانه وأعانهم ، فأنا الضامن على الله ان أبقاه وان قبضه حمله عنه ، وإذا
تلاقيتم فتصافحوا بألسنتكم وتهانّوا بالنعمة في هذا اليوم ، وليبلّغ الحاضر الغائب
والشاهد البائن ، وليعد الغنى على الفقير والقوي على الضعيف ، أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك.
ثم أخذ صلوات الله
عليه في خطبته الجمعة ، وجعل صلاته جمعة صلاة عيد ، وانصرف بولده وشيعته إلى منزل
أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام ، بما أعدّ له من طعامه ، وانصرف غنيّهم وفقيرهم برفده إلى
عياله .
فصل (٦)
فيما
نذكره من فضل يوم الغدير من كتاب النشر والطيّ
رواه عن الرضا عليهالسلام قال : إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيام إلى الله كما تزفّ العروس إلى
خدرها ، قيل : ما هذه الأيام؟ قال :
يوم الأضحى ويوم
الفطر ويوم الجمعة ويوم الغدير ، وانّ يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة
كالقمر بين الكواكب ، وهو اليوم الذي نجّا فيه إبراهيم الخليل من النار ، فصامه
شكرا لله ، وهو اليوم الّذي أكمل الله به الدّين في إقامة النبي عليهالسلام عليّا أمير المؤمنين علما وأبان فضيلته ووصايته ، فصام ذلك اليوم ، وانّه
اليوم الكمال ويوم مرغمة الشيطان ، ويوم تقبّل أعمال الشيعة ومحبّي آل محمد ، وهو
اليوم الّذي يعمد الله
__________________