وصدّق به صلىاللهعليهوآله ، ولهم صفات لا
يدانيهم فيها أحد من الخلق ، فقد جاء في كتاب الإمام علي إلى معاوية قوله :
« ... إن محمداً لمّا دعا إلى الإيمان
بالله والتوحيد كنّا أهل البيت أول من آمن به ، وصدّق بما جاء به ، فلبثنا أحوالاً مجرَّمة
وما يعبد الله في ربع ساكن من العرب غيرنا ... ».
وقال الإمام الحسن بن علي ـ لما أجمع
على صلح معاوية ـ وذلك بعد حمد الله والثناء عليه وذكر جده المصطفى ، قال :
إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام ، واختارنا
واصطفانا ، وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيراً ، لم تفترق الناس فرقتين إلّا جعلنا الله في خيرهما من آدم إلى جدي
محمد ، فلما بعث الله محمداً للنبوة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابه كان أبي أول
من آمن وصدّق الله ورسوله ، وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيه المرسل (
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ).
فجدي الذي على بينة من ربه ، وأبي الذي
يتلوه ، وهو شاهد منه ...
وجاء في كتاب محمد بن أبي بكر إلى
معاوية : ... ثم اختارهم على عمله ، فاصطفى وانتجب منهم محمدا فاختصه برسالته ، واختاره لوحيه ، وائتمنه على أمره ، وبعثه مصدِّقاً لما بين يديه من الكتب ، ودليلاً على الشرائع ، فدعا إلى
سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكان أول من أجاب وأناب ، وصدَّق ووافق ، وأسلم وسلّم ، أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب ، فصدَّقه بالغيب المكتوم ، وآثره
_______________________________________