الوصف بها إذا كثرت معانيها في الذات ، كما يقال : رجل عدل (١).
وتحقيق هذا الجواب : أنّ الوصف بالمصدر لا ريب في صحّته لكنّه مبنيّ على التأويل. فمن الناس من قدّره بكلمة ذو وجعل الوصف بها مضافة إلى المصدر فحذف المضاف واقيم المضاف إليه مقامه. ومنهم من جعله واردا على جهة المبالغة باعتبار تكثّر الفعل من الموصوف حتّى كأنّه تجسّم منه.
والوجه الأخير أرجح من حيث كونه أبلغ ، وعليه تعويل المحقّقين هذا.
والإيراد الثاني والثالث لا يظهر لهما جواب.
وأمّا الاحتجاج بالآية الثانية فيرد عليه نحو ما تقدّم في بحث الدم والخمر من عدم ثبوت كون الرجس حقيقة في النجس.
وقد اعترض في المعتبر بما يقرب ممّا قلناه على التعلّق بهذه الآية فذكر أنّ الرجس (٢) هو العذاب رجوعا إلى أهل التفسير.
ثمّ ردّه بأنّ حقيقة اللفظ تعطي معنى النجس فلا يستند إلى مفسّر برأيه. وبأنّ الرجس اسم لما يكره فهو يقع على موارده [ بالتواطي ] فيحمل على الجميع ؛ عملا بالإطلاق (٣).
وضعف هذا الجواب ظاهر ؛ فإنّ كون حقيقة اللفظ معطية لذلك في حيّز المنع.
وقوله : « إنّ الرجس اسم لما يكره .. » ، ممنوع أيضا ؛ فإنّ كلام من وقفنا على كلامه من أهل اللغة خال منه والعرف لا يدلّ عليه فلا نعرف مأخذه.
قال في القاموس : الرجس القذر ، والمأثم ، وكلّ ما استقذر من عمل ،
__________________
(١) منتهى المطلب ٣ : ٢٢٢ ، وفي « ب » : إذا كثرت معانيها في الذوات.
(٢) في « ج » : أنّ النجس هو العذاب.
(٣) المعتبر ١ : ٩٦.