وذكر في المنتهى أنّه مشترك بين النوعين بالاشتراك اللفظي (١).
وأنت خبير بأنّ ردّ كلام ابن إدريس على التقدير الأوّل واضح ، وأمّا على الثاني فيحتاج إلى ضميمة دعوى وجود القرينة على إرادة المعهود. والواقع كذلك ؛ فإنّ قيام القرينة الحاليّة عليه ظاهر. هذا.
وكلام جماعة من الأصحاب منهم الشهيد في الذكرى يوافق ما ذكره العلّامة في غير المنتهى (٢). وربّما يظهر من بعض المتأخّرين الوفاق لما ذكره في المنتهى.
مسألة [١٠] :
والكافر نجس في المشهور بين الأصحاب ، سواء كان أصليّا أم مرتدّا ، وسواء كان كتابيّا أو غير كتابيّ ، منتحلا للإسلام مع جحده لبعض ضروريّاته كالغلاة والخوارج وفي معناهم النواصب ، أو غير منتحل.
وقد حكي عن جماعة من الأصحاب دعوى الإجماع على ذلك ، مع أنّ المحقّق وغيره أشاروا إلى نوع خلاف فيه.
قال في المعتبر : الكفّار قسمان ، يهود ونصارى ومن عداهما. أمّا القسم الثاني فالأصحاب متّفقون على نجاستهم. وأمّا الأوّل فالشيخ قطع في كتبه بنجاستهم ، وكذا علم الهدى والأتباع وابنا بابويه. وللمفيد قولان : أحدهما النجاسة ، ذكره في أكثر كتبه ، والآخر الكراهيّة ، ذكره في الرسالة العزيّة (٣).
وعزى غير المحقّق إلى الشيخ في النهاية وابن الجنيد الخلاف في هذا المقام
__________________
(١) منتهى المطلب ٣ : ٢١٣.
(٢) ذكرى الشيعة : ١٤.
(٣) المعتبر ١ : ٩٥ ، مبحث الأسآر.