عن خنزير شرب من إناء كيف يصنع به؟ قال : يغسل سبع مرّات (١).
احتجّ الشيخ بوجهين :
أحدهما : أنّ الخنزير يسمّى كلبا في اللغة (٢) ، فتتناوله الأخبار الواردة في ولوغ الكلب.
والثاني : أنّ الإناء يغسل ثلاث مرّات من سائر النجاسات والخنزير من جملتها (٣).
والجواب عن الأوّل : المنع من صدق اسم الكلب عليه حقيقة.
وعن الثاني ـ بعد التنزّل إلى تسليمه ـ : أنّ الخبر الخاصّ أولى بالاتّباع من العموم. مع أنّ ملاحظة هذا الوجه يقتضي الاكتفاء بالماء وحده ، والإلحاق بالكلب يوجب اعتبار التراب فيه ، فلا ينتظم أحد وجهي الدليل مع المدّعى.
وحجّة المحقّق مركّبة من ردّ دليل الشيخ وما سيأتي من الحجّة على إجزاء المرّة في غير ما دلّ ـ على اعتبار العدد فيه ـ دليل معتمد.
مضافا إلى ما ظنّه مانعا من التعلّق برواية عليّ بن جعفر في إيجاب السبع هنا حيث أشار إليها وقال : إنّها محمولة على الاستحباب (٤). وكأنّ المانع عدم ظهور القائل بمضمونها ممّن تقدّمه من الأصحاب وهو يراعي ذلك ونحوه في العمل بالأخبار.
__________________
(١) تهذيب الأحكام ١ : ٢٩١ ، الحديث ٧٦٠.
(٢) راجع لسان العرب : ١٣٤ ، وعن الجوهري في الصحاح : الكلب كلّ سبع عقور وغلب على هذا النابح.
(٣) الخلاف ١ : ١٨٧ ، المسألة ١٤٣.
(٤) المعتبر ١ : ٤٥٩.