[ الفرع ] الرابع :
ذهب ابن إدريس إلى نجاسة من لم يعتقد الحقّ عدا المستضعف (١). حكى ذلك عنه جماعة من الأصحاب مجرّدا عن التعرّض لحجّته. وذكره عنه العلّامة في المنتهى عند حكايته قول الشيخ بنجاسة المجبّرة والمجسّمة كما سبق نقله (٢).
وقال : إنّه يمكن أن يكون مأخذه ما احتمل كونه مأخذ الشيخ أعني قوله تعالى ( كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ ) (٣) ، الآية.
وحكى فخر المحقّقين في شرحه عن المرتضى القول بنجاسة غير المؤمن لقوله تعالى ( كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ ) الآية. ولقوله تعالى ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) (٤) و( مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) (٥) والإيمان يستحيل مغايرته للإسلام فمن ليس بمؤمن ليس بمسلم.
ثمّ قال : ليس بجيّد لقوله تعالى ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ) (٦) ، ولقوله عليهالسلام : « إنّما امرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلّا الله محمّد رسول الله » ؛ والمراد هنا الإسلام استعمالا للّفظ الخاص في العام (٧). هذا كلامه.
__________________
(١) السرائر ١ : ٨٤ ، في الأسآر.
(٢) منتهى المطلب ١ : ١٦١.
(٣) سورة الأنعام : ١٢٥.
(٤) سورة آل عمران : ١٩.
(٥) سورة آل عمران : ٨٥.
(٦) سورة الحجرات : ١٤.
(٧) الفوائد ١ : ٢٧ ، مبحث النجاسات.