و كان ابن عبّاس غير مستثنى من هذه
القاعدة ، حيث أسقط معاويةُ عطاءَه عند تسلّطه على المسلمين ، و كان يلعنه في القنوت بعد علي بن أبي طالب بعد حادثة الحكمين.
و قد بسطنا القول عن اتجاهي الرأي و التعبد
على عهد رسول الله في بحوث متعدّدة لنا ، و قلنا أنّ عامّة القرشيين كانوا من أهل الرأي ، و أنّ ابن عبّاس و عليّاً و من تابعهما كانوا من أهل التعبد.
فجاء عن ابن عبّاس قوله : ليس أحدٌ إلاّ
يؤخذُ من قوله و يدع غيرَ النبي صلىاللهعليهوآله
.
وقوله : ألم يقل الله عزّوجلّ ( وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )
؟ قلت : بلى ، قال : ألم يقل الله ( وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ
أَمْرِهِمْ )
؟ قلت : بلى. قال : أشهد أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
نهى عن النقير و المزفّت و الدباء و الحنتم .
و قوله في آخر : ألا تنتهوا عما نهاكم
عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله
؟
و قد ثبت عنه رحمه الله أنّه كان يصحح
المفاهيم الخاطئة التي وقع فيها الناس ، فعن أبي الطفيل قال : قلت لابن عبّاس : يزعم قومك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
رَمَل بالبيت ، و أنّ ذلك سنة ؟
_______________________________