قلت : فأربعة و عشرون حولان كاملان ، و يؤخر الله من الحمل ما شاء و يقدم ، قال : فاستراح عمر إلى قولي (١).
فها هو ابن عباس يوافق عليّاً عليهالسلام في النهج و الاستدلال و يحذو حذوه ، و يقف بوجه من لم يستطع استنباط هذا الحكم الواضح من كتاب الله عزوجل.
كانت هذه مفردات عابرة عن فقه علي و ابن عبّاس نقلناها كشاهد على وحدة الفقه عند الطالبيين ، و لو شئنا لأفردنا مجلداً في ذلك.
مخالفة النهج الحاكم مع علي و ابن عبّاس
نقلنا سابقاً موقف ابن عبّاس من الخلافة و مخالفته مع بعض رموزها ، و هذا هو الذي دعا الخلفاء لاحقاً لتشديدهم على الناس بمخالفة فقه ابن عبّاس و علي بن أبي طالب ، لأنّ المعروف عند المحققين أنّ النزاع بين بني هاشم و بني أميّة لم يكن وليد يومه ، إذ كان قبل الإسلام ، ثمّ انتقل بعد الإسلام ، و أن معاوية و أضرابه لم يُسْلِموا إلاّ تحت صليل السيوف و قرع الرماح ، و أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا فتح مكة أطلق سراحهم و عفا عنهم بقوله : اذهبوا فأنتم الطلقاء.
و أنّ الله و رسوله كانا قد خصّا بني هاشم بخصائص ، و ذلك لصمودهم و دفاعهم عن الدعوة الإسلامية إبّان ظهورها ، فجاء في صحيح البخاري : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وضع سهم ذي القربى في بني هاشم
_______________________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٤٠.