قال : هكذا ربضة الكلب ، رأيت النبي صلىاللهعليهوآله إذا سجد رُؤي بياض إبطيه (١).
فنهج الخلفاء كان يخالف ابن عبّاس ، لتعبده و لمواقفه السياسية المؤيدة للإمام علي.
نعم ، إنّ مدرسة الخلافة ـ و خصوصاً الأمويين ـ أرادوا إبعاد الإمام علي عن الخلافة و الفقه ، ثمّ تحكيم خلافتهم و إعطاءها الشرعية ، و بما أنّ نهج عليّ و تلاميذه ـ و منهم ابن عباس ـ كان لا يروقهم ، لذلك نراهم راحوا يلقون عليه ظلالاً دكناء.
و كان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أخبر علياً بما تصنع الأمّة به و بالأحكام الشرعية من بعده (٢).
فعن أبي عثمان النهدي قوله : أخذ عليّ يحدّثنا ، إلى أن قال : جذبني رسول الله صلىاللهعليهوآله و بكى فقلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور قوم لن يبدوها لك إلاّ بعدي ، فقلت : بسلامة من ديني ؟ قال : نعم بسلامة من دينك (٣).
و من هذا المنطلق أخذ أجلّة الصحابة يعترضون على معاوية و الخلفاء من بعده لتلاعبهم بالدين و اتّخاذهم الشريعة سلّماً لأهدافهم ، باكين على الإسلام و أمور المسلمين.
_______________________________
(١) مسند الإمام أحمد (٢٩٣٥) كما في جامع المسانيد والسنن ٣٠ : ٤٧٤.
(٢) انظر شرح البلاغة ، للتستري ٤ : ٥١٩.
(٣) تاريخ بغداد للخطيب ١٣ : ٣٩٨.