ولا نعلم إذا تزوج وأنجب أولادا أم لا؟
والأغلب أنه لم يفعل شأنه شأن كبار العلماء كابن سينا والرازي وابن النفيس وغيرهم.
وربما بسبب كثرة مرضاه ، فقد كسب مالا جيدا استطاع به أن يؤمن لنفسه حياة رغيدة
بدليل أنه كان يذهب كل صيف للاستجمام في الموناستير الواقعة على شاطيء المتوسط والمشهورة
بلطف مناخها ووجود رابطة فيها كانت مكانا للعباد والزهاد.
واقتنى الكثير من الكتب حتى وجد في بيته
بعد وفاته ، على حد قول ابن جلجل ،
خمسة وعشرون قنطارا من كتب طبية وغيرها ، ووجد لديه أربعة وعشرون ألف دينار.
ولا شك أن في هذه الأرقام بعض المبالغة
، كما هي العادة لدى المؤرخين القدامى بشكل عام ، ولكنها تدلنا على مدى مبلغ غناه
، ومبلغ زهده في قلة صرف المال ، ومبلغ اهتمامه بالعلم وباقتناء الكتب.
ولعل زهده نابع عن ايمانه وعن يقينه
بتفاهة الحياة الدنيا يدلنا على ذلك كتابه « رسالة الى بعض اخوانه في الاستهانة
بالموت ».
أما مؤلفاته فتدل على سعة ثقافته ، وعلو
باعه في ميادين كثيرة إذ تناول الى جانب المواضيع الطبية مواضيع أخرى : كالفلسفية
ككتابه « رسالة في النفس وذكر اختلاف الاوائل فيها » وفي التاريخ ككتاب « التعريف
بصحيح التاريخ » ، وكتاب « أخبار الدولة » .. وفي الثقافة العامة ككتاب « الفصول في
سائر العلوم والبلاغات » وكتاب « نصائح الأبرار » أما كتبه الطبية فمنها ما يلفت
النظر بشكل خاص :
أولها : رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه.
ولا بد أنها كانت ذات قيمة ومن المؤسف
أنها لم تصلنا ، لأن القليل من المؤلفين العرب من تعرض الى هذا الموضوع.
وكان الرازي قد كتب مقالة في العلة التي
من أجلها يعرض الزكام لأبي زيد البلخي في فصل الربيع عند شمه الورود. فهل لها علاقة برسالة الرازي؟.