وأن جميع أعضاء البدن تحتاج الى صحتها لتغذيتها (١). وقد تكلمنا في فم المعدة الأعلى الذي تهيّج فيه الشهوة. وذكرنا الأدواء التي تعرض فيه خاصة مثل الشهوة الكلبية ، وفتح الشهوة ، وبطلان الشهوة ، والعطش ، والفواق ، والقيء ، والجشاء ، وما يتبع ذلك من الأعراض. وطريق مداواة تلك العلل على المنهج الطبي ، والقانون الصناعي ، اذ لا دليل على سعه علم من يدعي هذه الصناعة الشريفة أكثر من اظهاره ، وشرح غامضة ، وبذله لعامة الناس فضلا عن خاصتهم ، وليس من قال ما طال بمذموم اذا صدق وأبلغ كما أنه ليس بمحمود ، اذا قصّر وكذب وضجر. والمعلوم عند العلماء أن المستجير في العلم يمتد به القول ونحن الآن ذاكرون الأدواء المخصوصة بأسفل المعدة الذي به يتم استمراء الطعام مثل : فساد الاستمراء وعسر الهضم والتخم ، واستطلاق البطن ، وما يتبع ذلك من الأعراض وطريق الحيلة في مداواة ذلك على رأي أفاضل الأطباء والفلاسفة وبالله التوفيق.
فأقول ان الفعل الذي يخص المعدة دون سائر الأعضاء استمراء الطعام. وقد ينبغي لمن أراد أن تبقى له صحة بدنه. أن يحفظ المعدة لأن بصحتها تصح الأعضاء ويسقمها تسقم الأعضاء ، وهي (٢) معدن الاستمراء وانما تحفظ المعدة باجتناب فساد الطعام فيها (٣). والأسباب التي يفسد بها الاستمراء ثلاثة أسباب : أحدها علة القوة الهاضمة ، والثاني من فضول تجتمع في المعدة ، والثالث بسبب الأغذية الا أنه لما كان كل واحد من هذه الأسباب ينقسم الى أنواع كثيرة ، ويجب أن يقوي على كل واحد من هذه الاسباب (٤) على حدته ٥ليكون البيان شافيا والبرهان كافيا (٦).
القول الأول من أسباب
فساد الاستمراء.
اذا دخل على الهضم آفة ، فإنه ان كان الغذاء معتدلا ( ... ). وكان
____________________
(١) ظ : لتغذيتها لها.
(٢) آ : وهو.
(٣) آ : ساقطة.
(٤) ظ : الاشياء.
(٥) ظ : غير مفهومة.
(٦) آ : ساقطة.