أنا واصف ، إذا أنت تناولت الطعام ، ولم يكن لحس في المعدة بنفخة يتأذى بها ، ولا مد قوة ولا ضرر من الاختلاج ، ولا فواق يحس فيها.
تكون لم تحويه العادة وثقل وكلال. وكأنها تتشوّق الى أن تسرع انحدار ما فيها وتشتاق الى الجشأ.
وربما عرض للضيق والنفس منكر ، لا عهد لك به ، يعسر عليك صفته. فقد ينبغي أن تعلم حينئذ أن المعدة في هذه الحال قد قبضت على الطعام ، واحتوت عليه. إلا أن قبضها عليه ليس كما ينبغي بل مع ذلك رعشة. وأما الهضم فتدخل عليه الآفة ، أما بأن تبطل حتى يتغير الطعام في المعدة أصلا وبطلانه يكون من قبل إفراط البرد. وأما بأن ينقض حتى تكون استحالة الطعام في المعدة الى الطبيعة الملائمة للبدن. في زمان طويل أو تعسر ، ويقال لذلك : تخلف الهضم ، وذلك يكون من قبل البرد إلا أنه ليس بالمفرط. وأما بأن يكون على غير ما ينبغي حتى يستحيل الطعام في المعدة الى غير الكيفية الملائمة للبدن مثل استحالة الى الحموضة. وذلك يكون من قبل برد أو الى الدخانية. وذلك يكون من قبل حرارة ويقال لذلك سوء الهضم.
وأما الدفع فتدخل عليه الآفة أما بأن يبطل حتى لا تدفع شيء فيخرج مثل ما يعرض لأصحاب القولنج الصعب الذي يكون من ضعف المعدة والامعاء. وأما بأن ينقص حتى يكون خروج الطعام عنها بطيئا. واما بأن يكون على غير ما ينبغي مثل أن تتحول المعدة الى دفع ما فيها قبل أن يستحكم الهضم ، فهذه الاعراض التي تعرض عن مرض هذه القوى الطبيعية بالانفراد.
قد ذكر بأنها على رأي جالينوس ومذهبه. وإذا دخلت الآفة على قوتين منهن. كانت الأعراض متزاوجة. وهذا يعلمه من علم ما يعرض لها على (الانفراد).
القول في حفظ القوى الطبيعية
وردها الى اعتدال مزاجها
ينبغي أن تحفظ هذه القوى الأربع على طبائعها بالأشياء الملائمة لها من