الغشي كثيرا. وهذه العلة تسمى باليونانية بوليمس. وينبغي أن يقصد في علاج هذه العلة الى اسخان البدن الذي قد غلب عليه البرد. وترطيب يبسه وردّ مكان ما نقص منه بالأغذية الموافقة لذلك. لتقوي القوة التي ضعفت. ويشمّوا الروائح العطرية ، مثل أن تتخذ لهم لخالخ على المعدة عطرية ، وضمادات لذلك. ويطعموا خبزا قد أنقع في شراب ، وما أشبه ذلك مما يقوي البدن بسرعة إن شاء الله.
القول في الشهوة الرديئة
الغريبة وكيفيتها.
وقد يعرض للمعدة نوع من الشهوة غير الشهوة الغريزية ، لكنها شهوة غريبة في كيفيتها ، مثل أن يكون الإنسان يشتهي الأطعمة الحريفية ، والأطعمة العفصة ، أو الأطعمة الحامضة أو الخزف ، أو الفحم ، أو الطين ، أو ما أشبه ذلك ، بما لا ينتفع به.
وتسمى هذه العلة باليونانية فيوطس ، وهي الشهوة القبيحة. والسبب في تولّد هذه الشهوة الرديئة أخلاطا فاسدة تكون محتبسة في أغشية المعدة وحجبها وطبقاتها ، وانما تختلف الشهوة لهذه الطعوم على حسب ما يتفق في المعدة ، من كيفية الخلط المجتمع فيها. أو المنصب اليها.
وأكثر ما تعرض هذه العلّة للنساء [ ولا سيما ] لمن كان مزاجها باردا وكانت حاملا. وهذه العلة إذا عرضت للحوامل عرفت بالوحم ، وتعرض في الشهر الأول والثاني والثالث ، من قبل أن الجنين بعد صغير وليس بتصرف المادة التي تصير الى الرحم كلها في غذائه. فإذا احتبس دم الحيض في وقت الحمل وكبر تصعّد الى فم المعدة ، وانصبّ اليها فتجتمع تلك الأخلاط الرديئة في المعدة ، فينجذب عنها الشهوات الرديئة ، وتسكن هذه العلة في الشهر السابع من قبل أن ذلك الفضل (يبعد نار) الجنين نفسه بصرفه في غذائه ، إذا كبر واشتد وما لقي وبالامتناع عن(الطعام)بسبب بطلان الشهوة.
فأما الرجال فإنما تعرض لهم هذه العلة بعقب تدبير رديء زمانا طويلا ،