القتلى فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى فقلبناهم حتى خرج في آخرهم رجل أسود على كتفه مثل حلمة الثدي ، فقال علي عليه السلام : اللّه أكبر واللّه ما كذبت ولا كذبت كنت مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد قسم فينا فجاء هذا فقال : يا محمد إعدل فواللّه ما عدلت منذ اليوم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ثكلتك أمك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل ، فقال عمر ابن الخطاب يا رسول اللّه ألا أقتله؟ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا دعه فان له من يقتله ، وقال : صدق اللّه ورسوله ، قال : فقالت عائشة : ما يمنعني ما بينى وبين علي أن أقول الحق ، سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تفترق أمتي على فرقتين تمرق بينهما فرقة محلقون رؤوسهم محفون شواربهم ، أزرهم إلى أنصاف سوقهم ، يقرؤن القرآن لا يتجاوز تراقيهم ، يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى اللّه تعالى ، قال : فقلت : يا أم المؤمنين فانت تعلمين هذا فلم كان الذي منك؟ قالت : يا أبا قتادة وكان أمر اللّه قدراً مقدوراً وللقدر أسباب (الحديث).
[تاريخ بغداد أيضاً ج ٧ ص ٢٣٧] روى بسنده عن جابر قال : إني لشاهد علياً (عليه السلام) يوم النهروان لما أن عاين القوم قال لأصحابه : كفوا فناداهم أقيدونا بدم عبد اللّه بن خباب (قال) وكان عامل علي عليه السلام على النهروان ، قالوا : كلنا قتله ، فقال : اللّه أكبر ، قال : فقال لأصحابه : إرموا فرموا قال : فقال : إحملوا فحملوا فقتلهم ، ثم قال : إطلبوا المجدع (١) فطلبوه فلم يجدوه فقال : اطلبوه فانى واللّه ما كذبت ولا كذبت ، ثم قال : يا عجلان إئتنى ببغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأتاه بالبغلة فركبها ثم سار في القتلى فقال : اطلبوه ها هنا قال : فاستخرجوه من تحت القتلى في نهر وطين له عضيدة مثل الثدى تمدها فتمتد فتصير مثل الثدي وتتركها فتنخمص ، قال : اللّه أكبر واللّه لو لا أن تبطروا
_________________
(١) كذا ولعل الصحيح المخدج ، بالخاء والجيم في آخره ، وقد تقدم معناه.