السلام) يا أيها الناس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون فيه أبداً حتى يرجع السهم على فوقه ، وإن آية ذلك أن فيهم رجلاً أسود مخدج اليد أحد يديه كثدى المرأة لها حلمة كحلمة ثدى المرأة ، حوله سبع هلبات (١) فالتمسوه فانى أراه فيهم ، فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى فأخرجوه فكبر علي (عليه السلام) فقال : اللّه أكبر ، صدق اللّه ورسوله ، وإنه لمتقلد قوساً له عربية فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجته ويقول : صدق اللّه ورسوله وكبر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون.
[صحيح أبي داود ج ٢٩] في باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة روى بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق.
[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ٣ في ص ٢٦ وص ٣٢ وص ٤٥ وص ٤٨ وص ٧٠ وص ٨٢ وص ٩٥) إلى غير ذلك من الصفحات ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه في (ص ٤٢ وص ٤٣) بطرق عديدة.
[طبقات ابن سعد ج ٤ القسم ٢ ص ٣٦] روى بسنده عن سعيد ابن جمهان قال : كنا نقاتل الخوارج مع عبد اللّه بن أبي أوفى قال : فلحق غلام له بهم فناديناه ـ وهو من ذلك الشط ـ يا فيروز هذا مولاك عبد اللّه ، قال : نعم الرجل هو لو هاجر ، فقال ابن أبي أوفى : ما يقول عدو اللّه؟ قلنا يقول : نعم الرجل لو هاجر ، فقال : هجرة بعد هجرتي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثلاث مرات ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده
_______________
(١) الهلبات جمع هلبة وهى الشعرة.