إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، لا يرجع حتى يرد السهم على فوقه (١) وهم شرار الخلق والخليفة ، طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون إلى كتاب اللّه وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى باللّه منهم ، قالوا : يا رسول اللّه ما سيماهم؟ قال : التحليق (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ٣ ص ٢٢٤).
[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ١٥٤] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أتاه مال فجعل يضرب بيده فيه فيعطى يميناً وشمالاً وفيهم رجل مقلص الثياب ذو سيماء بين عينيه أثر السجود ، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يضرب يده يميناً وشمالاً حتى نفد المال فلما نفد المال ولى مدبراً وقال : واللّه ما عدلت منذ اليوم ، قال : فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقلب كفه ويقول : إذا لم أعدل فمن يعدل بعدي؟ أما إنه ستمرق مارقة يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه حتى يرجع السهم على فوقه يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يحسنون القول ويسيئون الفعل فمن لقيهم فليقاتلهم فمن قتلهم فله أفضل الأجر ومن قتلوه فله أفضل الشهادة ، هم شر البرية بريء اللّه منهم ، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح.
[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٨٨] روى بسنده عن أبي كثير مولى الأنصار قال : كنت مع سيدى مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث قتل أهل النهروان فكأن الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم ، فقال على (عليه
________________
(١) فوق : بضم الفاء وسكون الواو ثم القاف : وفوق السهم موضع الوتر منه.