ليبعث البعير لينظر كيف قواده فجعل الأعرابي يقول : خل إبلى لا أباً لك فجعل عمر لا ينهاه قول الأعرابي أن يفعل ذلك ببعير بعير فقال الأعرابي لعمر : إني لأظنك رجلاً سوءً فلما فرغ منها اشتراها فقال : سقها وخذ أثمانها فقال الأعرابي : حتى أضع عنها أحلاسها وأقتابها فقال عمر : اشتريتها وهى عليها فهى لي كما اشتريتها ، قال الأعرابي : أشهد أنك رجل سوء فبينما هما يتنازعان إذ أقبل علي عليه السلام فقال عمر : ترضى بهذا الرجل بيني وبينك فقال الأعرابي : نعم فقصا على علي عليه السلام قصتهما ، فقال علي عليه السلام : يا عمر إنك إن شرطت عليه أحلاسها وأقتابها فهى لك كما اشترطت وإلا فالرجل يزين سلعته بأكثر من ثمنها ، فوضع عنها أحلاسها وأقتابها فساقها فدفع اليه عمر الثمن ، قال : أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.
[كنز العمال أيضاً ج ٣ ص ٥٣] قال : عن محمد بن الزبير قال : دخلت مسجد دمشق فاذا بشيخ قد التفت ترقوتاه من الكبر فقلت له : يا شيخ من أدركت؟ قال : النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قلت : فما غزوت؟ قال : اليرموك قلت : حدثني بشيء سمعته قال : خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجاجاً فأصبنا بيض نعام فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأدبر وقال : أتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة فقال : أثم أبو حسن فقالت : لا ، هو في المقتاة (١) فأدبر وقال : اتبعونى حتى أنتهى اليه فقال : مرحباً يا أمير المؤمنين قال : إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون قال : ألا أرسلت إليّ؟ قال : أنا أحق باتيانك قال : يضربون الفحل قلائص أبكاراً بعدد البيض فما نتج منها أهدوه ، قال : فإن
_____________
(١) المقتاة : المزرعة التي بزرع فيها القت ، وهو نبات معروف.