المراعاة عند العقلاء ، مثل الغرض المتعلق بخصوصية الدار ، فإن منزلة الدار
مثلا عند العقلاء ليس كمنزلة شيء آخر يساويها في القيمة مثل الثوب أو الجام ونحو
هما : فان كان الغرض المتعلق بالخصوصية من قبيل الأول الذي يتسامح فيه لم يجب
مراعاته بل يجبر صاحب ذلك الغرض وهو الممتنع ، وان كان من قبيل الثاني يجب مراعاته
فيزاحم حقه حق الملتمس. وهذا التفصيل أوفق بكلمات الأكثر.
ومن هنا قال
العلامة « ره » بالإجبار في قسمة العبيد مع إمكان تعديلها بالقسمة ، وبعدم الإجبار
في قسمة العبد والجوهر مثلا المشترك فيهما بين الاثنين ، فان الأغراض المتعلقة
بخصوص بعض العبيد ليس مما يزاحم بها غرض الافراز والاستقلال بالمال عند العقلاء ،
بخلاف الغرض المتعلق بجنس العبد أو الجوهر مثلا ، فان مما يعتنى به عند العقلاء ،
حتى أنه ربما يرجح على غرض الافراز.
والحاصل ان
المناط في الإجبار على القسمة بحسب المالية على هذا التفصيل عدم كون الغرض المتعلق
بالخصوصية واجب المراعاة عند العقلاء نوعا حتى لا يزاحم به غرض الافراز والتعيين
الذي دعا الملتمس الى التماس القسمة.
ومن أجل ذلك
تطرق الاشكال والنظر والتردد في كثير من صور القسمة المالية التي اشتمل على جملة
منها كتب الأصحاب باعتبار الشك في كون الغرض المتعلق بالعين واجب المراعاة عند
العقلاء أو ملغى رأسا أو بحيث يزاحم به غرض الافراز والتعيين في المال.
وهذا هو الأقوى
، لأن اختلاف الأغراض ربما يرجع الى اختلاف حال الشركاء من حيث التضرر بالقسمة
وعدمها ، كما إذا كانت تلك الأغراض مما يعتد بها العقلاء ، فتندرج القسمة حينئذ
تحت القسمة الضررية التي لا إجبار فيها.
ودعوى عدم صدق
الضرر على فوت الغرض العقلائي مع التساوي في