الخضرة ولكثرة الري ، كما فسر ( مُدْهامَّتانِ ) [ ٥٥ / ٦٤ ] فجعله صفة ل ( غُثاءً ) ، كجعل ( قَيِّماً ) صفة ل ( عِوَجاً ) [ ١٨ / ١ ].
وإنما الواجب أن يكون حالا من المرعى. وأخر ليناسب الفواصل.
ومنها : قول بعضهم في قوله تعالى ( فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ ) [ ٦ / ٩٩ ] فيمن رفع جنات : إنه عطف على ( قنوان ) ، وهذا يقتضي أن جنات الأعناب تخرج من طلع النخل ، وليس بصحيح ، وإنما هو على ما ذكره ابن هشام : مبتدأ بتقدير « وهناك جنات » أو « ولهم جنات ».
قال : ونظيره قراءة من قرأ ( وَحُورٌ عِينٌ ) [ ٥٦ / ٢٢ ] بالرفع بعد (١) قوله ( يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) [ ٣٧ / ٤٥ ] أي ولهم حور عين.
وأما قراءة السبعة ( وَجَنَّاتٍ ) بالنصب فبالعطف على ( نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ ) وهو من باب ( وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ ) [ ٢ / ٩٨ ]
ومنها : قول الزمخشري في قوله تعالى ( يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي ) [ ٥ / ٣١ ] : أن انتصاب أواري في جواب الاستفهام.
__________________
(١) ليس قوله تعالى ( وَحُورٌ عِينٌ ) بعد هذه الآية التي هي من سورة الصافات. بل إنها بعد قوله تعالى ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ، بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ ، وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) إلى قوله ( وَحُورٌ عِينٌ ) سورة الواقعة : ١٧ ـ ٢٢.