لأمير المؤمنين عليهالسلام حين أرسله إلى اليمن حيث قَالَ : « اللهُمَ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ » أو كسبية وهي التي أشار إليها أمير المؤمنين عليهالسلام حيث قَالَ لِوَلَدِهِ الْحَسَنِ عليهالسلام « وَتَفَقَّهْ يَا بُنَيَّ فِي الدِّينِ » ـ انتهى كلامه.
ولا يخفى أن ما أراده من معنى الْفِقْهِ لا يخلو من غموض ، ولعل المراد منه ( علم الشريعة ) كما نبه عليه الجوهري فيكون المعنى حينئذ من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما يحتاجون إليه في أمر دينهم وإن لم يكن فقيها عالما بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما داخلا في زمرة العلماء الفقهاء. وثوابه كثوابهم بمجرد حفظ تلك الأحاديث ، وإن لم يتفقه في معانيها.
وقد تكرر في الحديث « الأمر بِالتَّفَقُّهِ في دين الله » والمراد به على ما قرره بعض الشارحين : هو أن سائر الأفعال التي أوجبها الله تعالى كالوضوء ، والغسل ، والصلاة ، والصوم ، والحج ، والزكاة ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر يجب على الخلق طلب العلم بها.
وأما الأحكام الشرعية الوضعية كحكم الشك في عدد الركعات ، وحكم من زاد على سجدة سهوا ، وأحكام البيع ، والميراث والديات ، والحدود ، والقصاص ، والاقتضائية التي هي تحريم بعض الأفعال كحرمة الغيبة ، وشرب الخمر وغير ذلك فإنما يجب طلب العلم عند الحاجة إليها.
( فكه )
قوله تعالى ( فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ) [ ٥٦ / ٦٥ ] أي تعجبون ، ويقال تندمون من تفكه : تندم.
قوله تعالى ( وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ ) [ ٤٤ / ٢٧ ] أي ناعمين وقُرِئَ فَكِهِينَ أي أشرين ، ويقال فَاكِهُونَ وفَكِهُونَ بمعنى ، أي معجبون بما أصابكم وتقولون : إنا لمغرمون غرامة ما أنفقنا أو مهلكون لهلاك رزقنا من الغرام وهو الهلاك.
ويقال ( فَاكِهُونَ ) للذين عندهم فاكهة كثيرة كما يقال ( رجل لابن ) و ( تامر ) أي ذو لبن وتمر كثير.