( سيا )
فِي الْحَدِيثِ : « لَا تُسَلِّمِ ابْنَكَ سَيَّاءً » (١). بالياء المثناة التحتانية زنة فعال ، وفسر فيه بمن يبيع الأكفان ويتمنى موت الناس ، ولعله من السوء والمساءة ـ كما ذكر في المجمع.
و « سية القوس » بالتخفيف على ما ذكره اللغويون ما عوطف من طرفيه ، والجمع « سِيَاتٌ » والهاء عوض عن الواو ، وعن رؤبة همزه والعرب لا تهمز ، وقد جاءت في الحديث.
و « السِّيُ » المثل ، و « السِّيَّانُ » المثلان ، و « لا سيما » مشددة ويجوز تخفيفها قال في المصباح : وفتح السين مع التثقيل لغة. ونقل عن ابن جني أنه يجوز أن يكون ما زائدة في قوله (٢) :
ولا سيما يوم بداره جلجل
فيكون يوم مجرورا بها على الإضافة أي يكون بمعنى الذي ، فيكون يوم مرفوعا لأنه خبر مبتدإ محذوف وتقديره : ولا مثل اليوم الذي هو يوم بداره جلجل. وحكي عن تغلب : من قال بغير اللفظ الذي جاء به امرىء القيس فقد أخطأ ـ يعني بغير لا ـ قال : ووجه ذلك أن « لا سيما » تركبا وصارا كالكلمة الواحدة وتساق لترجيح ما بعدها على ما قبلها فيكون كالمخرج عن مساواته إلى التفضيل ، فقولهم : « تستحب الصدقة في شهر رمضان لا سيما في العشر الأواخر » معناه واستحبابها في العشر الأواخر آكد وأفضل ، فهو مفضل على ما قبله ، ومثله حكي عن ابن حاجب وابن فارس وغيرهما ، ثم قال : إذا تقرر ذلك فلو قيل : سيما في العشر الأواخر بدون لا اقتضى التسوية وبقي المعنى على التشبيه دون التفضيل ، فيكون التقدير وتستحب الصدقة في شهر رمضان مثل استحبابها في العشر الأواخر ، ولا يخفى ما فيه ـ انتهى.
__________________
(١) معاني الأخبار ص ١٥٠.
(٢) من معلقة امرىء القيس.