يُصَلِّيَ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا (١) ».
وَعَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ (٢) قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (ع) عَنْ قَوْلِ اللهِ : ( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قَالَ : « هُوَ التَّرْكُ لَهَا وَالتَّوَانِي عَنْهَا (٣) ».
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ (٤) عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (ع) قَالَ : « هُوَ التَّضْيِيعُ لَهَا ».
وَفِي الْحَدِيثِ : « وضِعَ عَنْ أُمَّتِي السَّهْوُ وَالْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ ». أي حكم هذه المذكورات والمؤاخذة بها. وفسر السَّهْوُ بزوال المعنى عن الذاكرة فقط وبقاؤه مرتسما في الحافظة بحيث يكون كالشيء المستور ، والنسيان زواله عن القوتين : الذاكرة ، والحافظة. وفي الصحاح : « السَّهْو » الغفلة وقد سَهَا عن الشيء فهو سَاهٍ ، والنسيان خلاف الذكر والحفظ.
وَفِي الْحَدِيثِ : « لَا سَهْوَ فِي سَهْوٍ ». أي لا تعيد بِالسَّهْوِ إذا وقع في موجب السهو ـ بفتح الجيم ـ يعني في صلاة الاحتياط ، وسجدتا السهو ، والأجزاء المنسية المقتضية ، فيبني على الصحيح كما في النافلة.
وفيه ذكر « السُّهَا » بالقصر وضم السين ، وهو كوكب صغير نجم قريب من النجم الأوسط من الأنجم الثلاثة من بنات النعش ، ويسمى « أسلم » والعرب تسميه « السُّهَا » والناس يمتحنون به أبصارهم.
__________________
(١) البرهان ج ٤ ص ٥١١.
(٢) هو زيد بن يونس الشحام الكوفي ، روي عن الصادق والكاظم عليه السلام ، قال له الصادق (ع) في حديث : أبشر فأنت معنا ومن شيعتنا. الكنى والألقاب ج ١ ص ٤.
(٣) البرهان ج ٤ ص ٥١١.
(٤) هو أبو جعفر الأزرق محمد بن الفضيل بن كثير الأزدي الصيرفي ، روى عن الكاظم والرضا (ع). رجال النجاشي ص ٢٨٤.