باب ما أوله الراء
( رأى )
قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ ) [ ٢ / ٢٤٣ ] يقال : « ألم تَرَ إلى كذا » تاؤه مفتوحة أبدا ، وهي كلمة تقولها عند التعجب من الشيء وعند تنبيه المخاطب ، كقوله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ ) ـ الآية ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) [ ٣ / ٢٣ ] ألم تعجب من فعلهم ولم ينبه شأنهم إليك.
قوله : ( قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) ـ الآية [ ٤١ / ٢٩ ]. قَالَ الْعَالِمُ : « مِنَ الْجِنِّ الَّذِي دَلَّ عَلَى قَتْلِ رَسُولِ اللهِ (ص) فِي دَارِ النَّدْوَةِ وَأَضَلَّ النَّاسَ بِالْمَعَاصِي وَجَاءَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ (ص) إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَبَايَعَهُ ، وَمِنَ الْإِنْسِ فُلَانٌ ( نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ )(١).
قوله تعالى : ( أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ ) [ ٦ / ٤٠ ] قال المفسر : أمر الله تعالى نبيه بمحاجة الكفار ، فقال : ( قُلْ ) يا محمد لهؤلاء الكفار : ( أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ ) في الدنيا كما نزل بالأمم قبلكم ، مثل عاد وثمود ( أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ ) أي القيامة ( أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ ) لكشف ذلك عنكم ، يعني تدعون هذه الأوثان التي تعلمون أنها لا تضر ولا تنفع ، أو تدعون الله الذي هو خالقكم ومالككم يكشف ذلك عنكم ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) في أن هذه الأوثان آلهة.
قوله تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ) [ ١٩ / ٧٧ ] قال الشيخ
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٥٩٢.