أي الخصلة المذمومة المحقورة.
ومِنْهُ : « إِنَّ
الْمَنِيَّةَ قَبْلَ الدَّنِيَّةِ » . يعني الموت خير للإنسان من الإتيان بخصلة مذمومة ،
والأصل فيه الهمز فخفف.
و « الدَّنِيَّةُ » أيضا : النقيصة ، ومنه يقال : « نفس فلان تُدْنِؤُهُ
» أي تحمله على الدَّنَاءَةِ.
و « الجمرة الدُّنْيَا » القريبة ، وكذا « السماء الدُّنْيَا » لقربها ودنوها ، والجمع « الدُّنَى
» مثل الكبرى والكبر.
و « الدُّنْيَا » مقابل الآخرة ، سميت بذلك لقربها.
وفِي
الْحَدِيثِ : « الدُّنْيَا دُنْيَيَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ ، وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ
» . البلاغ ما يتبلغ به لآخرته ، والملعونة بخلافه.
وقد جاء في ذم الدُّنْيَا الكتاب والأحاديث المتواترة ، قال تعالى : ( أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) [ ٥٧ / ٢٠ ] وذلك مما يندرج تحته جميع المهلكات الباطنة
: من الغل والحسد والرياء والنفاق والتفاخر وحب الدُّنْيَا وحب النساء. قَالَ (ع) : « حُبُ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ » . قال بعض
العارفين : وليس الدُّنْيَا عبارة عن الجاه والمال فقط بل هما حظان من حظوظهما ،
وإنما الدُّنْيَا عبارة عن حالتك قبل الموت كما أن الآخرة عبارة عن حالتك
بعد الموت ، وكل ما لك فيه حظ قبل الموت فهو دنياك ، وليعلم الناظر أنما الدُّنْيَا خلقت للمرور منها إلى الآخرة ، وأنها مزرعة
__________________