يقول البخاري في صحيحه : « من صحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه » (١).
ويقول أحمد بن حنبل : « أفضل الناس بعد صحابة الرسول من البدريين كلّ من صحبه سنة أو شهراً أو يوماً ، أو رآه ، وله من الصحبة على قدر ما صحبه » (٢).
وقال ابن حجر في كتاب « الإصابة في تمييز الصحابة » : « كلّ من روى عن النبيّ حديثاً أو كلمة ، أو رآه وهو مؤمن به فهو من الصحابة ، ومن لقي النبيّ مؤمناً به ومات على الإسلام ، طالت مجالسته معه أو قصرت ، روى عنه أو لم يروِ ، غزا أو لم يغزُ ، من رآه ولم يجالسه ومن لم يره لعارض » (٣).
والأغلبية الساحقة من « أهل السنّة والجماعة » يرون هذا الرأي ، ويعدّون من الصحابة كلّ من رأى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو وُلد في حياته وإن لم يدرك ولم يعقل ، وليس أدلّ على ذلك من عدهم محمّد بن أبي بكر من الصحابة ، وقد توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولمحمّد بن أبي بكر من العمر ثلاثة أشهر فقط.
ولذلك نرى ابن سعد يقسّم الصحابة إلى خمس طبقات في كتابه المشهور بطبقات ابن سعد.
وهذا الحاكم النيسابوري صاحب كتاب « المستدرك » يجعلهم اثنتي عشرة طبقة كالآتي :
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٤ : ١٨٨ ( كتاب فضائل أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الباب الأول ).
٢ ـ الكفاية للخطيب البغدادي : ٦٩.
٣ ـ الإصابة لابن حجر ١ : ١٥٨.