ولمّا أقبل عليّ إلى البصرة لم يقاتلهم
، بل دعاهم إلى كتاب الله فرفضوا وقتلوا من حمل إليهم القرآن ، ومع ذلك فقد ناداه
الإمام هو الآخر ، وذكّره كما فعل مع طلحة ، إذ قال له :
« يا زبير أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بني غنم
فنظر إليّ فضحك وضحكت إليه ، فقلت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال لك رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم
: صه ، إنّه ليس به زهو ولتقاتلنّه وأنت له ظالم » .
ذكر ابن أبي الحديد خطبة لأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب يقول فيها :
« اللهمّ إنّ الزبير قطع رحمي ، ونكث
بيعتي ، وظاهر عليّ عدوّي ، فاكفنيه اليوم بما شئت » .
وقد جاء في نهج البلاغة للإمام علي قوله
في طلحة والزبير : « اللهم إنّهما قطعاني وظلماني ، ونكثا بيعتي ، وألّبا الناس
عليَّ ، فاحلل ما عقدا ، ولا تحكم لهما ما أبرما ، وأرهما المساءة فيما أملا وعملا
، ولقد استتبتهما قبل القتال ، واستأنيتُ بهما أمام الوقائع ، فغمطا النعمة وردّا
العافية » .
وفي رسالة منه بعث بها إليهما قبل بدء
القتال جاء فيها : « فارجعا أيّها
__________________