تشيّع لهم ، فقتلوهم وشرّدوهم ، ونبزوهم بكلّ الألقاب.
ومن هذه الألقاب التي تتردّد كثيراً في كتب أعداء الشيعة لقب الرافضة ، أو الروافض ، فيخيّل للقارئ لأوّل وهلة أنّ هؤلاء رفضوا قواعد الإسلام ولم يعملوا بها ، أو أنّهم رفضوا رسالة النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يقبلوا بها.
ولكنَّ الواقع على غير هذا ، إنّما لُقِّبوا بالرّوافض ؛ لأنّ الحكّام الأوّلين من بني أُميّة وبني العبّاس ، ومن يتزلّف إليهم من علماء السوء أرادوا تشويههم بهذا اللقب ؛ لأنّ الشيعة والوا عليّاً ورفضوا خلافة أبي بكر وعمر وعثمان أوّلا ، كما رفضوا خلافة كلّ الحكّام من بني أُميّة وبني العبّاس ولم يقبلوا بها ثانياً.
ولعلّ هؤلاء كانوا يُموِّهون على الأُمّة بإعانة بعض الوضّاعين من الصحابة بأنّ خلافتهم شرعيّة لأنّها بأمر الله سبحانه ، فكانوا يُروِّجون بأنّ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) تخصّهم ونازلة في حقّهم ، فهم أولو الأمر الواجبة طاعتهم على كلّ المسلمين ، وقد استأجروا من يروي لهم كذباً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قول : « ليس أحد خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلاّ مات ميتةٌ جاهلية » (٢) ، فليس من حقّ أيّ مسلم أن يخرج عن طاعة السلطان.
وبهذا نفهمُ بأنّ الشيعة إنّما استُهدفوا من قبل الحكّام ؛ لأنّهم رفضوا بيعتهم
__________________
١ ـ النساء : ٥٩.
٢ ـ مسند أحمد ١ : ٣١٠ وصرح محقق الكتاب العلاّمة أحمد محمّد شاكر بصحته ، صحيح البخاري ٨ : ٨٧ ( كتاب الفتن ، باب قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : سترون بعدي أموراً تنكرونها ).