الخطّاب للخلافة ، وقال فيه بأنّه مؤمن الرضى ، كافر الغضب ، يوماً إنسان ويوماً شيطان ، وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنّة على زعم « أهل السنّة والجماعة ».
وعندما نبحثُ عن شخصية هذا الرجل في كتب التاريخ يتبيّنُ لنا بأنّه من عشّاق الدنيا ، من الذين غرّتهم وجرّتهم وراءها ، فباعوا دينهم من أجلها ، وخسروا أنفسهم ، وما ربحت تجارتهم ، ويوم القيامة يندمون (١).
هذا طلحة الذي كان يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : « إن ماتَ رسول الله تزوجتُ عائشة فهي بنت عمي ، فبلغ رسول الله قوله فتأذّى من ذلك » (٢).
ولمّا نزلتْ آية الحجاب واحتجب نساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال طلحة : « أيحجبنا محمّد عن بنات عمّنا ويتزوّج نساءنا من بعدنا؟ فإن حدث به حدث لنزوجنّ نساءه من بعده » (٣).
ولمّا تأذى رسول الله من ذلك نزل قول الله تعالى :
__________________
١ ـ جاء في الإمامة والسياسة لابن قتيبة عند ذكره لحرب الجمل أنّ الزبير كان لا يشكّ في ولاية العراق وطلحة في اليمن ، فلمّا استبان لهما أنّ عليّاً غير موليهما شيئاً أظهرا الشكاة.
وفي تاريخ الطبري ٣ : ٤٩١ أنّه جاء رجل إلى طلحة والزبير وهما في المسجد بالبصرة ، فقال : نشدتكما الله في مسيركما أعهد إليكما فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً؟ فقام طلحة فلم يجبه ، فناشد الزبير ، فقال : لا ، ولكن بلغنا أنّ عندكم دراهم فجئنا نشارككم فيها.
٢ ـ الدر المنثور ٥ : ٢١٤ ، الطبقات الكبرى ٨ : ٢٠١ ، زاد المسير لابن الجوزي ٦ : ٢١٣.
٣ ـ الدر المنثور ٥ : ٢١٤.