النبيلة!! وكم من
أسماء برّاقة جذّابة تُخفي وراءها الكفر والضلال! وكم من قبور تُزار وأصحابها من
أهل النار!!
وقد عبَّر ربّ العزّة والجلالة عن كلّ
ذلك بأحسن تعبير ، فقال : ( وَمِنَ الناسِ مَنْ
يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ
وَهُوَ أَلَدُّ الخِصامِ * وَإِذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها
وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ * وَإِذا قِيلَ
لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ
وَلَبِئْسَ المِهادُ )
.
ولعلّي لستُ مبالغاً إذا عملتُ بالحكمة
القائلة : « لو عكستَ لأصبتَ » ، وعلى الباحث المحقّق أن لا يأخذ الأشياء على ما
هي عليه بأنّها من المُسلّمات ، بل عليه أن يعْكسها ويشكّك فيها في أغلب الأحيان ،
ليصل إلى الحقيقة المطموسة التي لعبتْ فيها السياسة كلّ أدوارها.
وعليه أن لا يغتَرَّ بالمظاهر ولا بكثرة
العدد ، فقد قال تعالى في كتابه العزيز : ( وَإِنْ تُطِعْ
أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ
إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ ) .
فقد يَلبسُ الباطلُ لباس الحقّ للتمويه
والتضليل ، وقد ينجحُ في أغلب الأحيان لبساطة عقول الناس أو لحسن ظنّهم به ، وقد
ينتصرُ الباطلُ أحياناً لوجود أنصار مؤيّدين لَهُ ، فما على الحقّ إلاّ الصبر
وانتظار وعد الله بأن يزهق الباطل ، إنّ الباطل كان زهوقاً.
وأكبر مثل على ذلك ما حكاه القرآن
الكريم في قصّة يعقوب وأولاده ، إذ ( وَجاؤُوا أَباهُمْ
عِشاءً يَبْكُونَ * قالُوا يا أَبَانَا إِنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا
يُوسُفَ عِنْدَ
__________________