وسنوضح في أبحاث لاحقة بأنّه عليهالسلام كان دائماً يتقيّد
بسنّة النبيّ ولا يحيد عنها أبداً ، ويحاول بكلّ جهوده إرجاع الناس إليها ، حتى
سبب له ذلك غضب الخلفاء ، ونفور الناس منه لشدّته في ذات الله ، وتشبّثه بسنّة
النبيّ ( صلى الله عليه وآله ).
كما أنّ الإمام الباقر عليهالسلام كان يقول دائماً :
« لو حدّثناكم برأينا ضللنا كما ضلّ من
كان قبلنا ، ولكنّا نحدّثكم ببيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّه فبيّنها نبيّه لنا » .
وقال مرّة أُخرى : « يا جابر ، إنّا لو
كنا نحدّثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنّا نحدّثكم بأحاديث نكنزها عن
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم » .
وهذا الإمام جعفر الصادق عليهالسلام يقول :
« والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول
برأينا ، ولا نقول إلاّ ما قال ربنا »
« فمهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول الله ، لسنا نقول برأينا من شيء » .
وأهل العلم والمحقّقون يعرفون ذلك من
أئمة أهل البيت ، فلم يسجّلوا عن أحدهم القول بالرأي ، ولا بالقياس ، ولا
بالاستحسان ، أو بشيء غير القرآن والسنّة.
__________________