فما هو الحلّ إذن؟
إذا قلت بوجوب الرجوع إلى من يعتمد عليه في شرح وبيان الأحكام الصحيحة من القرآن والسنّة ، فسوف نطالبك بالشخص العاقل المتكلم ؛ لأنّ القرآن والسنّة لا يعصمان من الضلالة ، فهما صامتان لا يتكلّمان (١) ، (٢)
__________________
١ ـ وهذا هو السرّ في وصية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالثقلين من بعده وعدم افتراقهما إلى يوم القيامة وأنّ المتمسّك بهما لا يضل ، فالقرآن والسنّة الصحيحة في كفّة وهما يعتبران المادة الأُولى للشريعة ، والعترة عليهمالسلام في كّفة أُخرى حيث تكون وهي الشارحة والمبيّنة والناطقة باسم القرآن والسنّة ، ولذا قال عليّ عليهالسلام قبل قضية التحكيم يوم صفين : « أنا القرآن الناطق » ( ينابيع المودة ١ : ٢١٤ ح٢٠ ).
٢ ـ يدلّ على كلام المؤلّف حديث الثقلين المتواتر كما تقدم والذي ورد فيه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ؛ كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ... » حيث بيّن أنّ الإنسان يعصم من الضلال إذا تمسّك بالقرآن الكريم وأهل البيت المطهّرين ، ومن أخلّ بأحدهم فقد وقع في الضلال. والقرآن الكريم الوارد في الحديث المراد به كتاب اللّه والسنّة النبويّة المطهّرة التي هي شارحة ومفّسرة له كما قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إني أُتيت القرآن ومثله معه ».
وحديث الثقلين الذي جعل ميزاناً للضلالة والهدى أُمرنا فيه بالتمسّك بشيء صامت وهو كتاب اللّه ، وبشيء ناطق وهم أهل البيت المطهّرين. إذ إنّ الناطق وهم أهل البيت المطهّرين هم الذي يرجع إليهم عند الاختلاف في حكم اللّه وشرعه ؛ لأنّهم الجزء الثاني من ميزان الهداية المبيّن في حديث الثقلين. وهذا ما قصده المؤلّف بكلامه.
وبذلك يتضح أنّ ما ذكره عثمان الخميس في كشف الجاني : ١٨١ ما هو إلاّ تخبّط وعدم فهم لما قصده المؤلّف ، وعدم تمييز بين الهداية التي يبحث فيها المؤلّف ، وبين الهداية التي ذكرتها الآيات القرآنية الكريمة. وتوضيحها يحتاج إلى تفصيل لا تسعه هذه الصفحات ، وما ذكرناه فيه توضيح إجمالي لما قد يتوهّم.