بيته في حين أنّه كان أستاذاً لولديه (١).
وبلغ حقد المتوكّل ونصبه أن أمر بقتل كلّ مولود يُسمّيه أبواه باسم علي ؛ لأنّه أبغض الأسماء إليه ، حتى إنّ علي بن الجهم الشاعر لمّا تقابل مع المتوكّل قال له : يا أمير المؤمنين إن أهلي عقوني ، قال المتوكّل : لماذا؟ قال : لأنّهم سمّوني علياً ، وأنا أكره هذا الاسم وأكره من يتسمّى به ، فضحك المتوكّل وأمر له بجائزة (٢).
وكان يقيمُ في مجلسه رجلا يتشبّه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فيضحك الناس عليه ويقولون : قد أقبل الأصلع البطين ، فيسخر منه أهل المجلس ويتسلّى بذلك الخليفة (٣).
ولا يفوتنا هنا أن نلاحظ بأنّ المتوكّل هذا ، والذي دلّ بغضهُ لعليّ على نفاقه وفسقه ، يُحبُه أهل الحديث وقد لقبوه بـ « محيي السنّة ».
وبما أنّ أهل الحديث هم أنفسهم « أهل السنّة والجماعة » فثبت بالدليل الذي لا ريب فيه أن « السنّة » المقصودة عندهم هي بغض علي بن أبي طالب
__________________
١ ـ وفيات الأعيان لابن خلّكان ٥ : ٣٣٩ ، النجوم الزاهرة ٢ : ٣١٨ ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي ١٢ : ١٨.
٢ ـ ورد في لسان الميزان ٤ : ٢١٠ في ترجمة (٥٥٨) علي بن الجهم السلمي : « وأما علي بن الجهم بن بدر بن محمّد بن مسعود بن أسد بن ادينه الساجي الشاعر في أيام المتوكّل فكان مشهوراً بالنصب ، كثير الحطّ على علي وأهل بيته ، وقيل : إنّه كان يلعن أباه لم سماه علياً .. ».
٣ ـ تاريخ أبي الفداء ١ : ٣٥١ ، الكامل لابن الأثير ٧ : ٥٥.