وتكذيبها ، وبقيت تلك الأحاديث من الألغاز المحيرة عندهم ؛ لأنّها تخالف الأمر الواقع الذي آمنوا به.
وحاول بعضهم التوفيق بين تلك الأحاديث وما هم عليه من العقيدة ، فتظاهروا بمحبّة أهل البيت ومودّتهم ، فتراهم كلّما ذكروا الإمام علياً يقولون رضي الله عنه وكرّم الله وجهه ، حتى يتبين للناس بأنّهم ليسوا بأعداء لأهل البيت النبوي.
فلا يمكن لأيّ واحد من المسلمين حتى المنافقين منهم أنْ يظهِرَ عداءهُ لأهل البيت النبوي ؛ لأنّ أعداء أهل البيت هم أعداء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك يخرجهم من الإسلام كما لا يخفى.
والمفهوم من كلّ هذا بأنّهم في الحقيقة أعداء أهل البيت النبوي ، ونقصد بهؤلاء « السلف الصالح » الذين تسمّوا أو سمّاهم أنصارهم بـ « أهل السنّة والجماعة » ، والدليل أنّك تجدهم كلّهم يُقلدون المذاهب الأربعة الذين أوجدتهم السلطة الحاكمة ـ كما سنبيّنه عمّا قريب ـ وليس عندهم في أحكام الدين شيء يرجعون فيه لفقه أهل البيت ، أو لأحد الأئمة الاثني عشر.
والحقيقة تفرضُ بأنّ الشيعة الإمامية هم أهل السنّة المحمّدية ؛ لأنّهم تقيّدوا في كلّ أحكامهم الفقهية بأئمة أهل البيت ، الذين توارثوا السنّة الصحيحة عن جدهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يدخلوا فيها الآراء والاجتهادات وأقوال العلماء.
وبقيَ الشيعة على مرّ العصور يتعبّدون بالنصوص ، ويرفضون الاجتهاد