وفي بعض الروايات « كلّهم من بني هاشم » (١).
وقد أثبتنا في الأبحاث السابقة من كتاب « مع الصادقين » وكتاب « فاسألوا أهل الذكر » بأنّ علماء السنّة أنفسهم أشاروا في صحاحهم ومسانيدهم إلى تلك الأحاديث الدّالة على إمامة الأئمة الاثني عشر وصحّحوها.
__________________
يضم اليهم المهتدي من العباسيين .. وبقي المنتظران أحدهما المهدي ، لأنه من آل بيت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ). تاريخ الخلفاء : ١٢.
وقال ابن حجر في فتح الباري ١٣ : ١٨٢ : « قال ابن بطال عن الملهب : لم ألق أحداً يقطع في هذا الحديث يعني بشيء معيّن ؛ فقوم قالوا : يكونون بتوالي امارتهم ، وقوم قالوا : يكونون في زمن واحد كلّهم يدّعي الإمارة ، قال : والذي يغلب على الظنّ أنّه عليه الصلاة والسلام أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتى يفترق الناس في وقت واحد .. أنّه أراد أنّهم يكونون في زمن واحد ).
ثمّ قال في ١٣ : ١٨٤ : ( وقيل : إنّ المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدّة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحقّ وإن تتوالى أيامهم ... ).
فالملاحظ من الكلام في تفسير معنى الحديث الاضطراب والتفاوت الشاسع بين التمحلات والتأويلات المذكورة ، نتيجة المفارقة الكبيرة بين متن الحديث المتضمن لعزة الدين ومنعته وقوته في زمن هؤلاء الخلفاء ، وبين ما وقع خارجاً حيث كان المستولي على الخلافة الإسلامية في أغلب الأحيان متهتك بالدين ، ومذل للمؤمنين وللنفس المحترمة وغيرها كمعاوية ويزيد ومروان الذي بوجودهم وقع الدين في ذلّة ، والمسلمين في تقهقر عقدي وشرعي فكيف يكون من هذا حاله مصداقاً للحديث « الأئمة الاثني عشر »؟!!
ومن هذا التوضيح المقتضب يتضح أنّ ما ذكره عثمان الخميس في كتاب كشف الجاني : ١٩٧ ناشئ من النصب الذي يحمله على أهل البيت عليهمالسلام ، والنفس الأموية المشربة بدماء آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
١ ـ ينابيع المودة ٢ : ٣١٥ ح٩٠٨ عن مودّة القربى.