والقاسطون وهم أصحاب معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومروان بن الحكم وحزبهم لعنهم الله ، الذين قلبوا الحقائق ، واستبدلوا الفضائل الحقيقيّة للصفوة الطاهرة من أهل البيت عليهمالسلام ، بفضائل زائفة لبعض الصحابة ، ليلبسوا على الناس دينهم فلا يهتدون سبيلا ، والمارقون هم أصحاب ذي الثدية من الخوارج ، الذين رأوا رأياً في الحكومة لم يكن صائباً ، ثمّ حمّلوه علياً عليهالسلام وانقلبوا وحاسبوه عليه ، ليسوا أكثر جرماً من عبد الله بن سبا ، الذي ادعى مختلقوه أنّه دعا إلى عقيدة هي خليط من اليهوديّة والمجوسيّة ، على أساس أنّها الدين الحقّ ، على مرأى ومسمع من علي عليهالسلام ، ولو كان ذلك الرجل الأسطورة موجوداً لاشتدّ في طلبه الإمام علي عليهالسلام ،
ولقد قرأتُ بعد ذلك كتاب عبد الله بن سبا ، للباحث والمحقّق السيّد الجليل مرتضى العسكري ، فأثلج صدري بتحقيقه وبراهينه واستدلالاته ، وأتى على تلك الأسطورة فجعلها خاوية على عروشها. والكتاب متوفر ومتداول بين الناس اليوم.
أمّا ما قيل من أنّ الشيعة يسبّون الصحابة ، فهو مهزلة كمهزلة إخوة يوسف عليهالسلام ، عندما جاؤوا أباهم بقميص أخيهم وعليه دم كذب زاعمين أنّ الذئب قد أكله ، أو كالذين رفعوا قميص الخليفة الثالث طالبين القصاص من قتلته ، وهم من حرّض عليه ، وسكت عن نصرته إلى أنْ قضى.
وإنّي أعجب من الذين يقرؤون القرآن آناء
الليل وأطراف النهار ، فيمرّون بعديد من الآيات التي تفضح حال الكثير من الصحابة ، ولا يقولون إنّ القرآن يسبّ عدداً من الصحابة. وأزداد عجباً من الذين يمرّون على أحاديث النبي صلىاللهعليهوآله المتعلقة بالحوض ، والتي جاء في بعضها أنّ عدداً كبيراً من الصحابة سيكون مآلهم النار يوم القيامة ، ولا يقولون إنّ النبي صلىاللهعليهوآله
يسبّ الصحابة ويضع من